top of page

مجموعة السلطان الأشرف الغوري

Cairo,_moschea_di_al-ghouri,_02.JPG

هي مجموعة معمارية أثرية شهيرة بالقاهرة مبنية على الطراز الإسلامي تعود إلى أواخر عصر المماليك الجراكسة. تضم المجموعة عدة منشآت بنيت على جهتين متقابلتين بينهما ممر يعلوه سقف خشبي، يقع بإحدى الجهتين مسجداً ومدرسة كانت تدرس بها العلوم الشرعية، بينما يقابلها في الجهة الأخرى القبة الضريحية وسبيل يعلوه كتاب وخانقاه للصوفيين ومنزل ومقعد، فيما اندثر حمام أثري كان يجاور تلك الأبنية. تم إنشاء المجموعة خلال الفترة من 909هـ/1503م إلى 910هـ/1504م بأمر السلطان الأشرف أبو النصر قانصوه من بيبردي الغوري الجركسي الأصل أحد .

حكام الدولة المملوكية خلال عصر المماليك الجراكسة، وكان قبل أن يعتلي كرسي السلطنة أحد أمراء السلطان الأشرف قايتباي، وترقى في المناصب خلال عهد الناصر قايتباي والأشرف جان بلاط ثم العادل طومان باي، إلى أن بايعه أمراء المماليك مرغماً سنة 906هـ/1501م للجلوس على كرسي السلطنة.

تقع المجموعة حالياً بالغورية بمنطقة الدرب الأحمر التابعة لحي وسط القاهرة، وتطل على شارع المعز لدين الله. وبجوارها عدة مواقع أثرية أخرى مثل وكالة الغوري، وكالة قايتباي، مسجد محمد بك أبو الدهب، الجامع الأزهر، مسجد الفكهاني

التاريخ

بدأ في إنشاء المسجد والمدرسة الطواشي مختص، كبير السقاة في دولة الظاهر قانصوه أبي سعيد، ولذلك كانت تعرف باسم "مدرسة المختص"، ولما ولي السلطان قانصوه الغوري قبض عليه وصادر أمواله وطالبه بأموال أخرى، فأعطاه أرض المسجد بما عليها من بناء، فاستلمه الغوري وهدمه وأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وأضاف له بعض الأسواق، وعنى السلطان بفخامة مسجده حتى بلغ جملة ما أنفق عليه حين انتهت عمارته نحو مائة ألف دينار، واحتفل بافتتاحه يوم الجمعة مستهل ربيع الآخر 909هـ/سبتمبر 1503م، بحضور الخليفة المستمسك بالله يعقوب وقضاة المذاهب الأربعة، ثم خلع السلطان على قاضي القضاة عبد البر ابن الشحنة لأنه حكم بصحة الخطبة في هذا الجامع، وخلع أيضاً على إينال شاد العمارة وأنعم عليه بإمرة عشرة، كما خلع على المهندسين والصناع. ومما يشهد على العناية البالغة التي نالها المسجد في الزخرفة والأعمال الفنية الأخرى وصف السلطان سليم للمسجد بقوله «هذه قاعة تاجر» قاصداً أنه خرج من وقار المساجد إلى بهرجة القاعات. وأخذ المؤرخين على السلطان الغوري استغلاله سلطته في فرض الضرائب الباهظة على الشعب وجباية الأموال بالقوة لإنفاقها على المماليك وعلى منشآته المعمارية، وكذلك حصوله على مواد البناء اللازمة للمسجد بأثمان بخسة، وتخريبه لكثير من العمائر القائمة للاستيلاء على ما بها من رخام وأخشاب وفسيفساء، مما حدا بعامة الناس في ذلك الوقت أن يطلقوا على المسجد اسم "المسجد الحرام"، لم شاب بناءه من اغتصاب للأرض ومواد البناء والإسراف في النفقة عليه من مال جمع عنوة

التصميم

تتوزع أبنية المجموعة المعمارية على جهتين متقابلتين بينهما ممر يعلوه سقف خشبي، تضم إحدى الجهتين مسجداً ومدرسة لتدريس العلوم الشرعية بما فيها المذاهب الأربعة "المالكية والشافعية والحنفية والحنبلية"، بينما الجهة المقابلة تضم القبة الضريحية وسبيل يعلوه كتاب وخانقاه للمتصوفين ومنزل ومقعد للسلطان وكان ضمن المجموعة حمام أثري اندثر في الوقت الحالي.

للمسجد ثلاث واجهات أهمها الواجهة الشرقية التي تشرف على شارع المعز ويتوسطها المدخل الرئيسي، وله أربع إيوانات "وجهات" متعامدة يتوسطها صحن مكشوف مربع الشكل تقريباً تبلغ مساحته 11×12 متر ويكسو حوائط وأرضية الصحن والإيوانات رخام متعدد الألوان ويحيط بجدرانها وجدران الصحن وزرة من أشرطة رخامية، ويتوسط الإيوان الشرقي "إيوان القبلة" محراب مجوف من الرخام الدقيق تعلوه طاقية ذات عقد مدبب يكتنفه عمودان مثمنان من الرخام الأبيض، وعلى يمين المحراب يوجد منبر خشبي دقيق الصنع مطعم بحشوات السن والزرنشان، وبهذا الإيوان أيضاً كرسي المصحف المطعم بالسن، وينقسم هذا الإيوان إلى ثلاثة أقسام مفروشة بالرخام الدقيق برسوم تنوعت أشكالها. ويتصل بالنهاية البحرية للوجهة الشرقية بقايا منزل قديم أتمه سنة 1907 مصطفى أفندي الساده على الطراز العربي طبقاً لمواصفات لجنة الآثار العربية

الترميم

عملت الحكومة المصرية على ترميم وكاله الغوري ضمن مشروع احياء القاهرة الإسلامية ، أصبحت الآن تتبع وزارة الثقافة و تحولت لمركز ثقافي و فني بعد إنتهاء ترميمها في عام 2005.

bottom of page